ما هي اليونسكو؟
اليونسكو هي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. وتتمثل رسالتها في إرساء السلام من خلال التعاون الدولي في مجال التربية والعلوم والثقافة. إذ تساهم برامج اليونسكو في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015.
رؤيتنا
إن الترتيبات السياسية والاقتصادية للحكومات لا تكفي لضمان التزام الشعوب التزاماً ثابتاً ومخلصاً. إذ يجب أن يقوم السلام على الحوار والتفاهم، وأن تُرسى أسسه على التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر.
ولذلك، تعمل اليونسكو على إيجاد أدوات تعليمية لمساعدة الناس على العيش كمواطنين عالميين بمنأى عن الكراهية والتعصب. وتحرص على انتفاع كل طفل وكل مواطن بالتعليم الجيّد. إذ توطّد الأواصر بين الشعوب من خلال تعزيز التراث الثقافي ومفهوم التساوي بين الثقافات. وتعزز المنظمة أيضاً البرامج والسياسات العلمية باعتبارها منابر لتحقيق التنمية وضمان التعاون. ولا تنفك تدافع عن حرية التعبير باعتبارها حقاً وشرطاً أساسيّين من أجل تحقيق الديمقراطية والتنمية. ونظراً لدورها كمختبر للأفكار، فإنها تساعد البلدان على اعتماد معايير دولية، وتعدّ برامج لتعزيز التداول الحر للأفكار وتشاطر المعارف.
ومن هذا المنطلق، فإن الرؤية التي تكمن وراء إنشاء اليونسكو تعدّ استجابة لحرب عالمية اتسمت بالعنصرية وأعمال العنف المعادية للسامية. وبعد مرور سبعين عاماً،واستمرار العديد من حركات التحرير، فإن مهام اليونسكو ما زالت تحتفظ بكامل أهميتها.
لكن التنوع الثقافي يتعرض للاعتداء وهناك تحديات جديدة تعترض عملية السلام وضمان حقوق الإنسان ومنها الأشكال الجديدة للتعصب، ورفض الحقائق العلمية والمخاطر المحدقة بحرية التعبير. ولذلك، ما زالت اليونسكو متمسكة بواجبها المتمثل بتأكيد أهمية المهام الإنسانية للتعليم والعلم والثقافة.
وثائق استراتيجية
يتعيّن على اليونسكو أن تضطلع بدور فريد في ترسيخ أسس السلام الدائم والتنمية المنصفة والمستدامة. ويُمثل النهوض بالتعاون في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات قضايا استراتيجية في عصر تواجه فيه المجتمعات في شتى أنحاء العالم ضغوطاً متزايدة تدفع نحو التغيير، ويواجه فيه المجتمع الدولي تحديات جديدة.
تضع الوثيقة 37م/4 (2021-2014)، التي وافق عليها المؤتمر العام لليونسكو، رؤية استراتيجية مشتركة تسترشد بها المنظمة في فترة الأعوام الثمانية القادمة وفي القرن الذي نحن فيه.
جُسّدت التوجيهات الاستراتيجية الواردة في الوثيقة 37م/4 في إطار وثيقة للبرنامج والميزانية، الوثيقة 39م/5 (2019-2018)، والتي تغطي فترة أربعة أعوام بينما سيجري تخصيص الميزانية للبرامج على أساس فترة عامين.
تاريخ اليونسكو
منذ عام 1942، وفي خضم الحرب، عقدت حكومات البلدان الأوروبية التي كانت تواجه ألمانيا النازية وحلفاءها اجتماعا في المملكة المتحدة، في إطار مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية (CAME).
ومع أن الحرب العالمية الثانية لم تكن قد شارفت على الانتهاء بعد، فإن البلدان كانت قد بدأت بالبحث عن السبل والوسائل الكفيلة بإعادة بناء نظمها التعليمية بعد أن يعمّ السلام من جديد. وسرعان ما حظي هذا المشروع بزخم كبير خلال مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية، واتخذ بعداً عالمياً. فقرّرت حكومات جديدة، ومنها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، المشاركة فيه.
وبناء على اقتراح مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية، عُقد في لندن، في الفترة الممتدة من 1 إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1945، أي بالكاد فور انتهاء الحرب، مؤتمر للأمم المتحدة من أجل إنشاء منظمة تعنى بالتربية والثقافة.
وقد ضمّ هذا المؤتمر ممثلين عن نحو أربعة وأربعين بلداً قرروا إنشاء منظمة تجسّد ثقافة سلام حقيقيّة. إذ اعتبروا أن المنظمة يجب أن تجسّد "التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر"، الأمر الذي يكفل منع اندلاع حرب عالمية أخرى. ويمكنكم قراءة المزيد من المعلومات عن تاريخ اليونسكو في محفوظات اليونسكو.
مقر اليونسكو
جرى تدشين المبنى الرئيسي الواقع في ساحة فونتنوا بباريس والذي يحتضن مقر اليونسكو، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1958. وقد صمم ثلاثة مهندسين معماريين من جنسيات مختلفة المبنى على شكل حرف Y، وذلك تحت إدارة لجنة دولية. ويقوم المبنى المسمى"النجمة الثلاثية" بأكمله على 72 دعامة من الأسمنت. وقد اشتهر في العالم أجمع ليس فقط لأنه يحتضن منظمة مشهورة وإنما لمواصفاته المعمارية أيضا. وقد شيدت ثلاثة مبان أخرى لتكملة مباني المقر. ويحتوي المبنى الثاني القائم على شكل "أكورديون"، على القاعة الكبرى البيضاوية ذات السقف النحاسي متعدد الثنايا، والتي تعقد فيها الجلسات العامة للمؤتمر العام. ويقوم المبنى الثالث على شكل مكعب بينما يتكون المبنى الرابع من طابقين دون مستوى سطح الأرض يضمان مكاتب موزعة بحيث تطل على ستة أفنية محفورة تحت مستوى الأرض. وإنّ المباني التي تحتضن أعمالاً فنية رائعة مفتوحة للجمهور. وفور الموافقة على خطط الموقع المعمارية في ساحة فونتنوا، كلفت اليونسكو عدداً من الفنانين البارزين بإنتاج أعمال فنية لاستخدامها في تزيين المباني المستقبلية للمقر. وتهدف هذه الأعمال في بعض الحالات إلى التعبير عن السلام الذي تسعى المنظمة إلى إحلاله والحفاظ عليه في جميع أنحاء العالم. وقد اقتنت المنظمة، مع مرور الزمن، أعمالاً أخرى، جزءٌ منها مقدّم من الدول الأعضاء. فأصبح المقر بذلك بمثابة متحف عالمي يجسّد تنوع الإبداع الفني في العالم من خلال ما يضمه من أعمال لبيكاسو، وبازين، وميرو، وتابييه، ولو كوربوزييه، وكثيرين غيرهم من الفنانين المشهورين أو غير المشهورين.